البتكوين تحطم الأرقام القياسية: العملات البديلة تلحق بالركب.. فماذا يحدث في سوق التشفير؟

تستمر الإثارة في عالم العملات المشفرة، فبعد أن حطمت البتكوين حاجز الـ116 ألف دولار، لم تتوقف عند هذا الحد! اليوم، سجلت ملكة العملات الرقمية ارتفاعًا تاريخيًا جديدًا، لتتجاوز عتبة الـ118,000 دولار أمريكي، ما يعادل (1.91 مليار روبية إندونيسية). هذا الصعود الصاروخي لم يقتصر عليها وحدها، بل دفع معه العملات البديلة (Altcoins) الكبرى لتحقيق قفزات ملحوظة، فيما شهدت عملات أخرى ذات قيمة سوقية أصغر زيادات جنونية تجاوزت 50% خلال 24 ساعة فقط! فما هي القوى الخفية التي تدفع هذا الجنون في السوق، وهل نحن على موعد مع حقبة جديدة لـالأصول الرقمية؟

البتكوين تتوهج والعملات البديلة تتألق: من يقود الرقصة؟

بعد أن استقرت البتكوين لفترة عند مستوى 116,000 دولار أمريكي (1.88 مليار روبية)، يبدو أن شهية المستثمرين لم تكتفِ. هذا الارتفاع المفاجئ إلى 118,000 دولار لم يضف المزيد من البريق على البتكوين فحسب، بل أشعل شرارة الحماس في سوق العملات البديلة. عملات عملاقة مثل الإيثريوم (ETH)، الدوجكوين (DOGE)، الريبل (XRP)، الآدا (ADA)، السوي (SUI)، اللينك (LINK)، والسولانا (SOL) شهدت جميعها ارتفاعات تجاوزت 5%.

الأكثر إثارة كان أداء بعض العملات البديلة الرئيسية ذات القيمة السوقية الأصغر، مثل ALT وREZ وSaga، التي حققت قفزات مذهلة تجاوزت 50% في يوم واحد! هذه الأرقام تعكس مستوى غير مسبوق من التفاؤل والزخم في سوق التشفير، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول استدامتها.

ظاهرة "التمهيد القصير": سر الارتفاع المفاجئ!

لفهم هذا الارتفاع الجنوني، يشرح فهمي الموتكين، المحلل في شركة "ريكو"، ما يسميه "ظاهرة التمهيد القصير" (Short Squeeze). يوضح فهمي أن العديد من المستثمرين كانوا يتوقعون سابقًا أن أسعار العملات المشفرة ستنخفض، فقاموا بفتح صفقات "بيع قصير" (Short Selling). في هذه الصفقات، يراهن المستثمر على انخفاض السعر، فيبيع أصولًا لا يملكها على أمل شرائها بسعر أقل لاحقًا لتحقيق الربح.

ولكن، عندما ارتفعت الأسعار بشكل حاد ومفاجئ، وجد هؤلاء المستثمرون أنفسهم مضطرين إلى إغلاق مراكزهم (شراء العملات لتغطية بيعهم السابق) لتجنب خسائر فادحة. هذا الإغلاق القسري لصفقات البيع يدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل أكبر، لأنه يزيد من الطلب على الأصول في السوق، مما يخلق حلقة مفرغة من الارتفاع السريع. هذه الظاهرة هي التي ساهمت بشكل كبير في الارتفاع الأخير لـالبتكوين والعملات البديلة.

تفاؤل حذر: الفرص والمخاطر في الأفق

يؤكد فهمي أن الزيادة الحالية في نشاط السوق والتفاؤل السائد يمكن أن تفتح بالفعل فرصًا لمزيد من الارتفاعات في الأسعار على المدى القريب. ومع ذلك، لا يزال فهمي يدعو المستثمرين إلى توخي الحذر الشديد. "الزيادة في المصالح المفتوحة ونقل المشاعر إلى مواقع طويلة يمكن أن تفتح فرصًا لزيادة المزيد من الأسعار على المدى القصير، ولكن لا يزال يتعين توقع التقلبات الشديدة"، يقول فهمي في بيان مكتوب. هذه نصيحة ذهبية في سوق العملات المشفرة المعروف بتقلباته العنيفة؛ فالزيادات السريعة جدًا في الأسعار غالبًا ما تتبعها تصحيحات أو انخفاضات مفاجئة.

السياسة النقدية الأمريكية: شبح يحوم فوق سوق التشفير

إلى جانب ديناميكيات السوق الداخلية، تظل سياسة البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) مصدر قلق كبير للسوق. حتى الآن، لم يعطِ الاحتياطي الفيدرالي أي إشارة واضحة على خفض أسعار الفائدة في شهر يوليو. هذا الترقب يلقي بظلاله على جميع الأسواق المالية، بما في ذلك سوق العملات المشفرة. إن تطور البيانات الاقتصادية الأمريكية، مثل معدلات التضخم والبطالة، سيظل يؤثر بشكل كبير على قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وبالتالي على اتجاه تحركات أسعار البتكوين في المستقبل القريب. أي إشارة لتشديد السياسة النقدية قد تضغط على الأسعار، بينما قد يدعم التيسير النقدي المزيد من الارتفاعات.

مستقبل العملات البديلة: هل دعم ترامب و صناديق الاستثمار كافيان؟

وفيما يخص قطاع العملات البديلة (Altcoins)، يرى فهمي الموتكين أن هناك عوامل قوية تدعم جاذبيتها. يشير إلى مشاعر التفاؤل المرتبطة بـصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) الخاصة بالعملات البديلة، والتي لديها القدرة على التطور في الربع الرابع من العام. الموافقة على هذه الصناديق ستفتح الباب أمام مزيد من الاستثمار المؤسسي في العملات البديلة، مما يوفر لها سيولة وشرعية أكبر.

إلى جانب ذلك، فإن مشاركة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ودعمه المعلن لـالعملات المشفرة، يضيف وزنًا سياسيًا كبيرًا لهذا القطاع. هذه العوامل مجتمعة تجعل الأصول المشفرة بخلاف البتكوين لا تقل جاذبية للمستثمرين.

يختتم فهمي رؤيته بالقول: "إن تصحيح الأسعار الذي حدث في الأشهر القليلة الماضية والذي وضع غالبية العملات البديلة عند مستوى تقييم منخفض إلى حد ما مقارنة بمستوى الأسعار التاريخي، يمكن أن يساعد في زيادة جاذبية العملات البديلة". هذا يعني أن العديد من العملات البديلة أصبحت "مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية" بعد فترات التصحيح، مما يجعلها فرصًا استثمارية مغرية للمستثمرين الباحثين عن عوائد محتملة أكبر من تلك التي تقدمها البتكوين في ظل أسعارها المرتفعة حاليًا.

إن سوق العملات المشفرة يواصل إثبات قدرته على المفاجأة والنمو، مدفوعًا بتفاعل معقد بين ديناميكيات السوق، السياسات الحكومية، والتطورات التكنولوجية. ومع كل ارتفاع قياسي، يتزايد الجدل حول ما إذا كانت هذه الأصول هي فقاعة على وشك الانفجار، أم أنها حقًا تمثل مستقبل المال والاقتصاد العالمي.

ما هي توقعاتك لرحلة البتكوين والعملات البديلة في الأشهر القادمة؟ وهل تعتقد أن الدعم السياسي سيعزز استقرارها؟ شاركنا رأيك في التعليقات!